الحرفيون المغاربة: أسرار تطريز الطرز الفاسي والرباطي
إرث ثقافي عريق
يعدّ التطريز المغربي واحدًا من أرقى أشكال الفنون التقليدية التي تزخر بها المملكة المغربية. ويبرز من بين أنواعه الطرز الفاسي والطرز الرباطي، اللذان يعكسان عبقرية الحرفيين المغاربة وذوقهم الرفيع.
الطرز الفاسي: دقة وأناقة
يُنسب الطرز الفاسي إلى مدينة فاس العريقة، مركز العلم والحضارة الإسلامية في المغرب. يتميز هذا التطريز بـ:
-
التطريز على جهة واحدة يظهر من الأمام فقط، بينما الخلف نقي ونظيف.
-
استخدام خيوط الحرير الطبيعي الملونة، وخاصة اللون الأحمر الداكن والأخضر.
-
زخارفه غالبًا هندسية ونباتية دقيقة، تعكس تأملًا روحانيًا وجمالًا هادئًا.
يقوم الحرفيون الفاسيون بتعليم هذا الفن عبر الأجيال، حيث يُعتبر من رموز الفخامة في الأعراس والمناسبات الكبرى.
الطرز الرباطي: بهاء الألوان ورشاقة الخطوط
أما الطرز الرباطي فينسب إلى مدينة الرباط، ويتميّز بـ:
-
كونه تطريزًا مزدوج الوجهين (يظهر من الأمام والخلف بنفس الدقة تقريبًا).
-
ألوانه زاهية ومتنوعة، مع حضور قوي للأزرق والأحمر والذهبي.
-
زخارفه أكبر حجمًا من الطرز الفاسي، وغالبًا ما تمثل الزهور والأغصان والأشكال الحرة.
هذا الطرز يُطرّز غالبًا على الأثواب الخاصة بالقفطان المغربي، والمفروشات مثل الوسائد والستائر.
أسرار الحرفيين
تكمن أسرار الحرفيين المغاربة في:
-
الخبرة اليدوية الطويلة: يتعلّمونها منذ الطفولة، فتتشكل لديهم دقة متناهية.
-
اختيار الخامات بعناية: من خيوط الحرير الطبيعي إلى الأقمشة الفاخرة.
-
الصبر والحب: إذ يتطلب إنجاز قطعة واحدة أسابيع أو حتى أشهر من العمل الدقيق.
الطرز المغربي اليوم
رغم ظهور الآلات، ظل الطرز اليدوي يحافظ على مكانته، بل أصبح رمزًا للترف والذوق الرفيع، ما يجعله مطلوبًا في المغرب وخارجه. كما أن العديد من المصممين المغاربة والعالميين يدمجون هذه التطريزات في أزيائهم العصرية، ليحافظوا على هذا التراث ويجدّدوه بروح حديثة.
اترك تعليقا